تزعم كتابات معاصرين عن تاريخ الجزيرة العربية -واكبر اقاليمها نجد -إشاعة مفادها :ان هذا التاريخ غامض ولامصادر تشفي الغليل عنه في فترة ما قبل الدولة السعودية 1746م . ثم تدعي -رغم هذا الغموض-بوجود تواريخ لعلماء مزعومين قدماء من نجد ! معظمهم من اسر معروفة اليوم !
لك ان تقرأ كتابات وتحقيقات الدكتور عويضة متيريك الجهني وعبدالله يوسف الشبل وغيرهم من المحققين المرتبطين بدارة الملك عبدالعزيز ، يكررون هذه الظاهرة في مقدماتهم عند تحقيق أي مخطوط يزعمون انه قديم من تاريخ نجد! وتناقل هذا الزعم كتاب آخرين في مقالاتهم وكتبهم ومطبوعاتهم وصار الايمان به مسلمة لا تناقش! كما أصبحت هذه التواريخ المفتاح الوحيد لهذا الغموض!
يعكس تكريس مفهوم (الغموض) و(الظلام) في تاريخ نجد حالة من محاولة الإغراق المتعمد بالظلام لقلب جزيرة العرب ليمهد لصناعة تاريخ فيما بعد يبدوا ظاهريا تجليته لشيء من هذا الغموض المزعوم،حيث يبحث الباحثين في التاريخ من خلال طرح التساؤلات عن رؤية ضيقة تتعلق ببحث تاريخ وجذور اسر صغيرة معاصرة، وليس من خلال الاحداث التاريخية الحقيقة التي هي ماتدخل -عادة- في السجلات التاريخية.وهنا نفهم مبدئياً سبب اختلاق الغموض في تاريخ نجد الحد الذي وصل ان نجد إقليم انعزل عن الامة العربية منذ العصر الاموي!
من الطبيعي ان اجد ظلاما دامسا طالما كان سؤالي او مدار بحثي التاريخي يحمل عناوين أمثال: اول من سكن المدينة الفلانية او من هو اول من قام بزراعة الناحية الفلانية! وهذا حاصل في كل انحاء العالم،ولذلك فان مبررهم السطحي(نجد كانت مهملة ذات تاريخ مطموس) ليس له أساس فلم تكن الجزيرة العربية وقلبها لابل واكبر اقاليمها نجد مهملا يوما في التاريخ بينما سجلات التاريخ والادب طافحة باخباره!
ان تاريخ الجزيرة العربية السياسي والادبي منحوت في أمهات السجلات العربية قديمها وحديثها،من التجني والمغالطة اعتباره غامضاً وكأنه تاريخ فرقة باطنية ،فضلا عن الاحتجاج السخيف عن نقص المعلومات عن بئر هنا او اسرة حديثة مقيمة هنا وهناك! كذلك التكرار السمج لهذا الغموض عن منطقة تعد من اشهر بلاد العرب ومن أكثرها تأثيراً في التاريخ العربي والإسلامي.
ان الأجهزة مثل دارة الملك عبد العزيز هدفها الأساسي ان تفرق بين خطين في البحث التاريخي :
الأول-التاريخ السياسي والعسكري والديني وهذا غالباً لديه مصادره الغزيرة كونه يدخل في دائرة التدوين ولفت الانتباه على مر العصور.
الثاني-وهو التاريخ الغير مدون مثل القصص الاجتماعية للافراد العاديين والانظمة التجارية وطبائع الناس واملاكهم وشعرهم ونثرهم وطرائفهم وحتى خلاعتهم ومجونهم والخ وهذا اختصاص الدارة الأساسي ان تعني بهذا الجانب.
غالباً فان الغموض المفترض سيكون مقبولا ومستساغا ان كان الذي يتحدثون عنه في الاتجاه الثاني وليس في الاتجاه الأول.
ماحدث ان الدارة وباحثيها خلطوا بين هذين الاتجاهين..فاعتبروهم اتجاهاً واحد،وارتكبوا بحق بلادنا جريمة تاريخية شنيعة بقيامهم بامرين:
الأول- بطمسها عن الحضور في المشهد التاريخي العام للامة العربية والاسلامية ،ولذلك ظهرت تحقيقاتهم لما يسمى جزافاً (التواريخ النجدية) هجيناً بين الاتجاهين .
الثاني-تعبئة ماطمسوه بهذه الاخبار السخيفة المجمعةفي مايسمى الخزانة النجدية!. فماحقيقة هذه المصادر وهذه الخزانة النجدية كما اطلقوا عليها عندما قام عبدالله البسام عام 1418هـ بجمع كل تلك الأوراق المزعومة بكتاب واحد سماه الخزانة النجدية.
مابين مصنوع ومحرف
هذه الكتب ثلاثة صور :
الأول- مختلق من الأصل كتابا ومؤلفاً،عبر ادعاء احدهم ان لاحد اجداده مخطوط في التاريخ النجدي ومن امثلة ذلك المخطوطة المنسوبة للبسام والفاخري والمنقور وابن ربيعة والذكير وجبر بن سيار وغيرهم فهذه المذكرات متشابهة ومتناسخة مع تعديلات واضافات لاتخفى انها مكتوبة لتقرير أمور مستجدة في ذهن من صنعها.
الثاني:كتب أصولية حقيقية ومؤلفين حقيقيين وابرزها كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد او علو المجد لمؤلفه البصري عثمان بن بشر ،ولكن تم التصرف بكتاب ابن بشر بحيث تعذر عندي الوقوف على اصل كتابه ونصه الحقيقي الا من خلال المقارنة والتحليل مع مصادر أخرى معتبرة، الا انه كتاب حقيقي معروف لم يسلم من الحذف والاضافة اليه ليتوافق مع التواريخ المصنوعة ،ففي احدى طبعاته تم إضافة إشارة الى الفاخري كمؤرخ لاعطاء مايسمى تاريخ الفاخري المخترع المزيد من المصداقية والاصولية! بل وصل الامر اتهام ابن بشر بسرقة محتويات كتاب الفاخري !
الصورة الثالثة : شخص حقيقي يتم نسبة تواريخ له مثل ابن عيسى الذي لفقت له كتب عن تاريخ نجد لاتختلف بمحتواها عن المخطوطات المصنوعة مع إضافات حسب المستجدات ،وكتابه يحتوي على مقدمة طبق الأصل من مقدمة كتاب تاريخ البسام المصنوع (تحفة المشتاق) مع استبدال اسم البسام باسمه وحذف اغلب الاحداث وبنهايته انساب آل بسام وتاريخ عنيزة!،وقد اطلعت على مقال عبدالله البسام بجريدة البلاد عام 1380هـ يفيد ان ثمة تاريخ آخر وجد له غير تاريخه الذي نشر وقتها وان احداث هذا التاريخ تنتهي عند سنة 1315هـ ، ثم بقدرة قادر يظهر ان لديه تاريخ ثالث اكتشف سنة 1418هـ ونشر أيضا لاستيعاب المستجدات حول نسب العساكر والنمر ونقلهم من عنزة الى بني حنيفة!
السمات العامة لهذه التواريخ المصنوعة
مؤلفي معظم هذه التواريخ هم تقريباً جهة واحدة فقد اتسمت بصفات موحدة تقريبا رغم انها تُقدم للقراء على انها تواريخ مختلفة لمؤلفين مختلفين لابل وبحقب زمنية فاصلة تصل لقرنين او اكثر،الا انها حملت السمات العامة ذاتها ،ونفس الأسلوب والتوجه والموضوعات والاهتمام الذي غالبا مايكون على الاسر الصغيرة التي يسمونها حاضرة ، يمكننا تلخيص هذه السمات كما يلي:
-
جميع هذه التواريخ تتناقل الكلمات المقتضبة ذاتها (سطى) (سطوة) (راعي بلدة كذا..) (الجراد والدبا) (الخصب ونزول الامطار) و(فلان جد العائلة الفلانية) (والمعروفين اليوم) حيث تتكرر ههذه المصطلحات بشكل واضح في كل التواريخ، إضافة لتسمية أناس مجهولين تاريخياً ولكنهم مرتبطين بأسماء اسر موجودة اليوم وطبعاً هذا الهدف واضح!
-
لاتتجاوز اخبار الحوليات في هذه الكتب السطر ونصف السطر في 99% من المنقولات وفي كل الكتب المزعومة ، وتحتوي على اخبار غير هامة ولايمكن لمؤرخ حقيقي ان يكتبها ومن اطرف الاخبار مانقل عن احد هذه المخطوطات عن حوادث عام 1108هـ وهو مرور قافلة لقبيلة الظفير في العيينة ! فماهو اللافت في حدث كهذا !!؟
-
كل التواريخ المصنوعة مصدرها مخطوط متداول عند طبقة معينة يصفها مخرجو التواريخ اما بصفة (ناس من اهل نجد) او (طلبة علم) ثم لما تستجد بعض الاستدراكات عن انساب اهملت في نسخة او عائلة فات ذكرها والصاقها بحدث تاريخي (يعطيها العراقة والقدم) يتم الادعاء بوجود نسخة أخرى للمخطوط ويسلم لمحقق ويطبع من قبل الجامعات السعودية او دارة الملك عبد العزيز!! وكمثال على ذلك مايسمى مخطوط (تاريخ الفاخري) حيث يقول مخرجه ومحققه ان تداول مخطوطته كان محصورا عند طبقة تهتم بتاريخ واخبار نجد قبل ان يسمحوا له باخراجه !!
-
جميع المخطوطات المزعومة تنقل اخبار من مصادر معتبرة ومعروفة من باب ذر الرماد في العيون مع صياغة مختلفة عن المصادر الاصلية واللافت انهم كلهم ينقلون نفس الاخبار ومن نفس المصادر التي يقف على راسها كتابي سمط النجوم العوالي لعبدالملك العصامي وتنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسنية للسيد رضي الدين بن محمد بن علي بن حيدر آل نجم ،ومع تحريفات وتصرفات أيضا من الصناع بالاخبار مثل خبر قيام الشريف زيد بن محسن بغزو روضة سدير وقتل اميرها ماضي وتعيين رميزان بن غشام بدلا عنه ،والمنقول في التواريخ المعروفة ومنها العصامي ان الشريف المذكور غزا الخرج في تلك السنة وليس سدير كما لم يرد أي خبر عن ابن ماضي المذكور ولارميزان بن غشام! كذلك يلفت الانتباه ان كثير من المصطلحات مثل الأوبئة والجراد والاسعار والاخبار وحساب الجمل الواردة في الخزانة النجدية منقولة من كتاب الحيدري المذكور.والفرق ان كلا من العصامي والحيدري حرصا على ذكر تواريخ لوقائع مهمة وذكر وترجمات مفصلة لاشخاص حقيقيين بخلاف الخزانة النجدية المصنوعة لصالح اسر موجودة اليوم مع ذكر اشخاص لانعلم عنهم أي شيء!.
-
كثرة الحديث عن امارات ودول وهمية مثل امارة العيينة وثرمدا وجلاجل ومنفوحة والرياض والبير وشقرا واشيقر دون أي ذكر لهذه الامارات والدول بمصادر أخرى اطلاقاً سواء بمؤلفات او وثائق او مدونات معاصرة للفترة الزمنية التي تغطيها هذه التواريخ المصنوعة.تلك الامارات المزعومة لن تتجاوز -لو اخذنا بصدقها- إدارة سوق محلي او إدارة بساتين نخيل.مع ذلك تورد الاخبار المقتضبة عن سكان هذه البلدات من العوائل الصغيرة ان لها حروب ومناخات مع بعضها او مع القبائل الكبرى في المنطقة .
-
من صنع هذه المخطوطات يسمع بمسألة انعدام الامن قبل الدولة السعودية فاراد تجسيدها بنسج حروب بين القبائل بين هدف او تفسير او توضيح ولو مجرد ذكر سبب ،ونسج على المنوال ذاته صراعات وقصص بين اسر صغيرة لمن يعتبرهم الحاضرة من اسلاف اسر موجودة اليوم ،بيد انه في حديثه عن القبائل أراد اظهارهم مجرد حيوانات تتصارع عندما تشاهد بعضها مصادفة في الصحراء،يتصارع الظفير مع عنزة ثم الظفير مع الفضول ثم الفضول مع عنزة التي تصادف ال مغيرة وتتناوخ معهم ويجعل سبيع مع طرف والدواسر مع طرف ثم في سنوات أخرى تتغير التراتبية ويعيد توزيع الأطراف مستخدما العبارات ذاتها ويسمي أسماء مجهولة لاتعرفها القبائل الموجودة اليوم ! في المقابل فان حروب اسلاف الاسر الصغيرة التي صنعت لها هذه التواريخ تحتوي على تفصيلات حتى على مستوى عمارة منزل لاحدهم في بعض الأحيان مع تفصيل وافي في الانساب والالقاب.وفيما يتعلق بصراعات القبائل فان صناع هذه التواريخ حريصين على عدم ذكر أسباب وجيهة لمعركة تستمر قرابة الشهر للايحاء ان هذه القبائل تتصارع عندما تصادف قبيلة ما قبيلة أخرى !
-
تركز هذه التواريخ على مناطق محددة من نجد لاتخرج غالباً عن سدير والوشم ثم ثم القصيم الذي اصبح له تواريخ خاصة به تبدأ من عام 630هـ!،اننا لانجد أي ذكر تقريبا عن تفاصيل عن منطقة نجد العليا الى الطائف،او شمال نجد بكامله من حائل الى الجوف رغم انتشار المستوطنين في تلك المناطق وانتشار القبائل نفسها. من الطريف ان تعرف بكل دقة كيفية زراعة وغرس سدير والوشم وأسماء المزراعين وانسابهم مع غياب تام مناطق أخرى!
-
كل التواريخ تتحدث عن القبائل وتركز على ذكر متكرر لقبائل دون أخرى ، تذكر عنزة والظفير والمغيرة والدواسر وسبيع ، مع اغفال تام لقبائل كبيرة ابرزها شمر وعتيبة ومطير رغم ان هذه القبائل كبيرة ومؤثرة ومعروفة في الفترة التي يفترض ان هذه التواريخ تغطيها! وبدلا من اخبار هذه القبائل نجد الاخبار السخيفة عن عمارة فلان لمنزله او وفاة شخص مجهول تاريخياً.كذلك تغيب اخبار بني لام وهي القبيلة القوية في مصادر معتبرة في القرن العاشر وماتلاه .
-
من كتب هذه التواريخ وصنعها معاصرون ذوو نفس وفكر تجاريي، أي يفكرون بمنطق التاجر الساذج ،فهو يعتبر الدول والعروش ومايتبعها من جيوش ممتلكات يمكن شرائها وبيعها مقابل المال،ولذلك فخبر البيع والشراء لامارات متناسخ -بتصرفات بسيطة من مخطوط لآخر- لاضافة نوع من التنوع المزعوم في المصادر! ومن ذلك ان دولة المعمر الوهمية هي نتاج شراء ابن معمر للعينية من قبيلة آل يزيد ،وامارة اسلاف آل سعود هي هدية من ابن درع الكريم ليقوم مانع فيها بالفلاحة والزراعة!، وامارة بريدة هي مشتراه من آل هذال امراء عنزة ،واطرف خبر وجدته في هذه المصادر المصنوعة هو خبر شراء حريملاء من ابن معمر ثم أصبحت حريملاء عدوته أي انه باع جزء من دولته ليصبح دولة أخرى تحاربه ضمن عدة احداث مؤرخة في هذه التواريخ!!
-
مع التركيز على عدة قرى في سدير هناك تركيز واضح شديد في هذه الكراريس على البصرة والزبير وبغداد ، كذلك التركيز على المنتفق وسوق الشيوخ ،لك ان تتأمل غياب اخبار نجد العليا مع أي ذكر لعتيبة او مطير االقبائل الضاربة بقلب جزيرة العرب ،مع ذلك لاتكاد تخلوا سنة منها عن حدث للمنتفق والبصرة والزبير وسوق الشيوخ بينما تغيب عتيبة ومطير ونفي ومكة والطائف والمدينة المنورة! وسبب التركيز على البصرة والزبير وبغداد ان عامة هذه الاسر المفبرك لها التواريخ لتبدوا اسرا قديمة ومتجذرة بالمنطقة هي بالاصل من جنوب العراق وقد استوطنت نجد في فترة قريبة ليست اقدم من عهد ابن رشيد ،ولاسيما من قبيلة عقيل العربية الضاربة بين بغداد ودمشق والتي ينحدر منها قسم كبير من هولاء السكان خصوصا في القصيم.
*بعث فكرة نجد الامة والقومية!
هذه الوريقات الفها وصنعها معاصرون وسُوقت على انها مخطوطات وجدت عند الشيخ فلان او نسخها الراوية فلان وضمنها كتاب كذا وكذا ،ومن الواضح ان الدارة وعدد كبير من الاكاديميين تبعا لذلك تبنوا هذه الوريقات دون التحقق منها اثريا او ارك لوجيا ،فتسارع لطباعتها على ضوء نظرية الغموص التي تحدثنا عنها،بحيث -يزعم ان هذه المخطوطات تجلي الغموض بالشكل المطلوب والمقصود لخدمة أنماط من الأفكار الخاصة عن نجد ،تجعله معزولا تماماً وكأنه كان امة دون العرب بل حتى ابعاد نجد عن الحجاز واليمن والاحساء !
فكرة قومية الإقليم التي ظهرت في عصور قريبة يريد مكتشفو هذه المخطوطات (او مخترعوها) ان يجعلوا لها أصلا في التاريخ …بحيث ينقلون هذا الحس القومي لشخصيات قديمة على أساس انهم من كتب هذه المخطوطات لتعبر عن أفكار ومشاعر محدثة لم تتبلور الا باذهان معاصرين!
ان اول مايلفت انتباهنا ويشير ان اغلب هذه المخطوطات مصطنع حديثا هو وحدة الأسلوب والاشتراك بالمصطلحات التي يتم اسباغ الهوية النجدية عليها من قبل المحققين ،رغم ان وحدة الأسلوب دليل ان ثمة (معمل) او مصنع لهذه المخطوطات المزعومة لتكريس الكشف عن بعض الغموض التي تم اخذه بالاعتبار بشكل تمهيدي لكل طبعة لهذه التواريخ، بحيث يتم افهام المتلقي ان لامعلومات ولاهوية لنجد الا عبر ماتفصح عنه هذه المخطوطات ويفسرها محققون احياء عثروا على هذه المخطوطات !
لعل سبب ظهور هذه المخطوطات شعور بعض الاسر المعاصرة ان لابد من صناعة أدوار اكثر لاسرهم باثر رجعي ،هم يرون انهم هم السكان الأصليين المرتبطين بالمنطقة، منطقة شهدت تنقلات لقبائل من البدو الغير مستقرين الذين يجتمعون عادة بمجاميع ضخمة لدرجة تلفت احداثهم انتباه التاريخ فيتم ذكرهم بوضوح في المصادر المعتبرة المشهورة التي لاتشوبها شائبة،فنجد كل مصادر تاريخ الجزيرة العربية يتحدث عن قبائل وامراء من هذه القبائل دون ان نجد -مثلا-خبرا عند الطبري او ابن الاثير او غيرهم من قبيل 🙁 جاء فلان الفلاني سنة كذا وزرع الوادي ومن ذريته ال فلان المعروفين اليوم..الخ) والأخيرة عبارة تتكرر في هذه التواريخ المزعومة رغم اختلاف المؤلفين لهذه المخطوطات وحتى ازمنتهم المزعومة.
يكرس أيضا هولاء المحققون ان الأقاليم او ان شئت فقل الأمم المجاورة لنجد كان حظهم اكثر بالتدوين !
يتحدثون مثلا عن الحجاز كانه جار وعدو ومحظوظ جدا بالتدوين ! رغم ان زعمهم هذا لاصحة له على الاطلاق.
اننا لانجد مايزعمونه بالحجاز من مدونات تشبه مدوناتهم،لانجد اخبار عن عوائل او اسر -مثلا- في جدة (سطت عائلة آل قزاز مثلا. على عائلة كذا في مكة !) ومن ذريتهم احد معروف اليوم! او حدث على نمط (وفي هذه السنة جاء عادل دردنجي من جدة وسكن الرويس وغرس نخله المعروف) ثم تنصرم هذه السنة دون حدث آخر لافت !
لانجد في اليمن والشام ولا العراق ولامصر حوادث من هذا النوع مغرقة في المحلية والركاكة الا من باب ان تذكر لحدوث خارق للطبيعة او طرفة وحكمة ضمن تاريخ حقيقي لافت وجدير بالذكر.وغالبا الكتب والتواريخ التي تم تاليفها بالحجاز عُرفت بمكتبات خارجه فور قيام مؤلفها بنشرها او تلاوتها على طلابه.بينما مايسمى الخزانة النجدية لاتعرف منها شي خارج ادراج من اظهرها وزعم انه وجدها ضمن مقتنيات جده التاجر او العامل او المزارع!
لانجد في تاريخ الحجاز أي رواية عن ان فلان اشترى بلدة بأكملها وتداولتها ذريته المعروفة اليوم واسمهم كذا ورسمهم كذا!
وفلان هذا لانعلم عنه ولاعن اسرته أهمية تاريخية حتى يدخل في التاريخ ويكتب مؤلف عنه بعد قرون من وجود فلان مؤسس العائلة الفلانية!
نجد والحجاز بل الجزيرة العربية برمتها كان تاريخهم وظروفهم نفسها وتاريخهم واحد، ولم يفصل بينهم التاريخ ولاحتى الجغرافيا ،اغلب السكان هم أبناء قبائل كبيرة مع وجود مستوطنين يتنقلون باستمرار ويتبدلون باستمرار ،والقبائل الكبرى تنتشر بين الاقليمين وعادة تصيف بالحجاز وتقضي الشتاء في نجد المجاورة دون ان يتولد لديهم يوماً ان ثمة قوميتين متنافرتين احداهما نجدية والأخرى حجازية.
تاريخ الجزيرة العربية يمكن فهمه فقط من خلال الدول التي ظهرت وتحركات مجاميع القبائل الكبيرة ، لانها هي اللافتة وهي مايتم دخوله في سجلات التاريخ المعتبرة ،ولايمكن تتبع تاريخ الحجاز ونجد من خلال اسرة عادية استقر جدهم في احدى نواحي مكة او المدينة او الوشم او سدير ثم تبعثرت ذريتهم !
ثمة مؤلفين معاصرين ذهبوا لابعد من ذلك ، أرادوا تكريس او ترجمة -ليس فقط القرون الثلاث ماقبل الدولة السعودية- بل اعادة كتابة تاريخ خاص لنجد ككل بأسلوب يجعل الشعور القومي الإقليمي النجدي متقداً منذ بدايات الإسلام ،بمعنى آخر تجاوزا هدف صانعي الخزانة النجدية الذين يريدون قصر فترتهم على الثلاث قرون السابقة لسنة 1746م ويريدون منتجة تاريخ متسق لنظريتهم ابعد من ذلك!
كاتب معاصر اسمه عبدالمحسن الماضي اصدر كتابا زعم فيه ان نجدا عوقبت على ردتها إسلاميا واستبعدت واهملت من قبل الخلفاء منذ أيام ابي بكر وعمر حتى التاريخ السعودي! فلنتصور مدى كذب هذه التهمة وفداحتها وافتراءها على خيرة الصحابة وخيرة القرون،خاصة ان عنوان كتاب حمل التهمة فكان:( حصار نجد)!
لست اعلم ان ردة قبائل ربيعة وتميم وبني عامر وقريش وطيء وقضاعة وكندة لانهم كانوا نجديين قوميين! وان من حاربهم من جيش الخلافةكان يمثل الحجاز المنتصر ! الذي قام -وفق زعم الكاتب-وعاقب احفادهم باسبتعاد أي نجدي -وفق زعم الماضي- من المناصب واغراق اهله بالجهل . ثنائية نجد المعاقبة والحجاز المنتصر هل كانت هي مايدور في ذهن ابي بكر وعمر وخالد بن الوليد وثمامة بن اثال والمجرم مدعي النبوة مسيلمة الكذاب!
ان زعم الماضي هنا هو تجسيد وقراءة معاصرة لمخطوطات مزعومة كان الكاتب ضحيتها او ربما يكون هو مصدر لاحدها!
ان القول ان مسيلمة وهوذة وسجاح وجرير والفرزدق نجديين مثل زعم ان الرسول حجازي او سعودي!
اما النموذج الاخر فهو كتاب راشد العساكر المعنون (سيرة حنيفة في حروب الردة) وهو جزء من المخطوطات المزعومة التي عثر عليها بالطريقة ذاتها ، ،محاولة قراءة الحدث بعين قروي معاصر ذو توجهات إقليمية .بحيث تختفي سجاح وبني حنيفة وتغلب وربيعة ويحل محلهم (اهل الهدار) و (اهل منفوحة ) ليتناسب ذلك مع تفكير المؤلف والمخرج لهذه المسرحية! مع وضع أسماء مجهولة يمكن بسهولة ربطها باسر معاصرة للادعاء انها هي من كانت موجودة أيام حرب الردة.
اهداف هذه المخطوطات
يجدر بنا ان ننبه ان هذه المخطوطات التي جمعت ليست نهائية،بل حرص محققيها المعاصرين على تكريس مايسمح لهم بظهور غيرها لاحقاً،ليس فقط مخطوطات جديدة كليا،لابل نفس ماتم نشره وضع بصيغة تسمح بالقول ان وريقات سقطت منه وان نسخة ما قد وجدت منه لاستدراكات انساب وادوار اهملت بمقالات سابقة او تاييد ونفي اراء تغيرت عن انساب عائلة او قوم،وبالفعل بدأت تظهر الكثير من الوريقات في طريقها للمطابع الان!
الأهداف من وراء هذه صناعة هذه المخطوطات الكثيرة فيرجع لعدة عوامل:
-
اظهار دور لبعض الاسر الحالية في التاريخ السياسي للجزيرة العربية عامة ونجد على وجه الخصوص،فهناك اسر علمية ظهر منها مؤلفين في العلوم الشرعية بعد فترة توحيد الجزيرة العربية.كل يريد ان تكون اسرته مذكورة في الحوادث التاريخية المهمة وبكتب تحمل طابع القدم والحوليات. وتظهر اخبارهم في كل المخطوطات بنفس الأسلوب :شراء بلد…تعمير مدينة ،سطا آل فلان اهل بلدة كذا على آل فلان دون أي ذكر لهذه الاحداث بمصادر معتبرة!
-
اظهار ان الاسرة الحاكمة آل سعود من نفس نسيج هذه الاسر العامية المعاصرة ولكن الاقدار الإلهية مكنتهم بسبب تبني دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ،ويظهر ذلك بوضوح بزراعة خبر مانع المريدي القادم من القطيف لغرض الفلاحة سنة 850هـ! ثم اكمال السيناريو بذكر احفاد مانع بوصفه (راعي الدرعية) كما نلاحظ تكرارا (راعي ثرمدا) وراعي (منفوحة ) و(راعي ثادق) الخ ، لترسيخ ان اسلاف ال سعود كانوا جزء من نسيج فلاحين ومزارعين كانت لهم نفس الفرص بالظهور وتوحيد الجزيرة العربية ! وفي عدة اخبار تم اظهار اسلاف ال سعود كجنود لقادة بلدان أخرى وباخبار تسبق قيام الدولة السعودية بقرن او اكثر !
-
ارتباطاً بالعامل السابق نلاحظ بوضوح ولازلنا على مثالنا عن مانع المريدي ان خبر مانع المصنوع هدف لزراعة دور لاسرة آل معمر الكريمة المعاصرة ،وصل الى القول ان البيعة والحكم والدعوة لهم وان حتى الامام الأول محمد بن سعود بايع ابن معمر وانقاد له! وهذا طبعا مفهوم ان علمنا ان اغلب المخطوطات مصدرها اسر منسوبة لبني تميم الذين يفترض انهم قوم آل معمر! وبالمناسبة فقد زورت اخبار بالجملة عن ال معمر والصقت بكتاب عثمان بن بشر ونشرت!
-
عدم كفاية المصادر المعروفة مثل المؤلف العراقي عثمان ابن بشر (عنوان المجد في تاريخ نجد) و (تاريخ بن غنام) رغم ان هذه المصادر تم تحريفها عبر اغراقها هي الاخرى في عجاجة المخطوطات والنسخ الكثيرة والتواريخ الموازية لها التي يزعم ان المؤلفين وباحثين بهذا الوقت ان المؤلفين الأصليين لم يدرجوها ،او الزعم انها لم تكن متوفرة ،على سبيل المثال فقصص ابن معمر لاتظهر عند ابن بشر ،فنجدها في طبعة أخرى له استندت وفق الزعم عن اكتشاف مخطوط جديد عليه زيادات! لقد ضاق كتاب ابن بشر بهذه الزيادات والاسماء والانساب ،حتى اصبح من المهم اختلاق تواريخ سابقة لابن بشر لاستيعاب هذه الزيادات! ،ومن امثلة هذه الزيادات إشارة ابن بشر عن العالم البصري العدو لمحمد عبدالوهاب حيث ذكره ابن بشر (محمد بن سلوم الفرضي الحنبلي) فكان ان حذف اسمه وجاءت الزيادة في طبعة اخرى 🙁 محمد بن سلوم الوهبي التميمي) وهناك حسب علمي مخطوط سيظهر لهذا العالم العراقي البصري على انه من علماء نجد ونسابيها كما افاد راشد العساكر الذي يقول ان كتاب جبر بن سيار به عبارات لابن سلوم!
-
السبب الخامس لظهور المخطوطات الإيحاء ان الدعوة الإصلاحية هي نجدية عامة لافضل فيها خصوصي للشيخ محمد بن عبدالوهاب ولا آل سعود ،فكافة علماء نجد مثل محمد عبدالوهاب وكافة الاسر المستقرة لها حكم في بلدانها ،وانهم شاركوا بتصدير الدعوة ليس لهم ،بل للضالين من الأقاليم الأخرى المجاورة ،أي اظهار ان القبوريات مثلا وهي حجر الزاوية في دعوة محمد عبدالوهاب لم تكن موجودة في نجد،فتهدف تلك الوريقات المصنوعة لاضفاء مسحة سلفية حتى قبل ولادة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي هو من نقل هذه الأفكار من الشام كونه عاش هناك حقبة تأثر فيها بفكر ابن تيمية .وقد أحدثت هذه النقطة جدلا واسعا تم اخماده ولكنه يظهر بين فينة وأخرى.
-
أيضا تهدف المخطوطات ان المعارك والحروب لم تكن مقتصرة على القبائل الكبرى والدول،فعادة التواريخ المعتبرة تشير للقبائل وامراءهم وصراعاتهم البينية إضافة لصراعاتهم مع حكامهم ، لكن لاتذكر شيء عن سكان قرية اشتروا او باعوا او اخذوا ،ولاعهد للسكان المزارعين والحرفيين بالحروب ،فتقحم تلك المخطوطات الاخبار بين القبائل في وسط اخبار عن قتال عنيف بين عائلة الفلان في القرية الفلانية .فالمهم اقحام الاسر ونسبها واظهار انها تحارب وتقاتل وغالباً فان النسب الظاهر يكون من تميم.
-
ايد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب كثيرين من علماء العراق والشام والاحساء،من البصرة وبغداد ،كما عارضها كثيرون من هذه المناطق ،فتهدف المخطوطات المزعومة لصهر كل هولاء في نجد ونسيج نجد فتم التلطف مع المعارضين مثل العراقي عثمان بن سند ومحمد بن سلوم وراشد بن خنين وتقديمهم كعلماء نجديين ومحاولة التقليل من شأن معارضتهم -او حتى نفيها -رغم ان ابن سند مثلا كان واضحا في اظهار عراقيته (سكنًا) وعثمانيته(كولاء) ووصفه للدعوة بكل قبيح شأنه شأن المعارضين. اما في المخطوطات فتظهر لهولاء اقوال وترجمات وديار ونخيل واوقاف واملاك في قلب نجد وقبل قرون!.
-
ان العامل العراقي في الدعوة السلفية الذي ذكرنها في النقطة السابقة تفسره اهتمام المخطوطات كثيرا بالعراق واحداثه والتركيز على انتقال كثير من الاسر اليه من نجد، مع ان الدعوة الإصلاحية مرتبطة بالشام الحنبلية اكثر بكثير من ارتباطها بالعراق الذي تشيع فيه المدرسة الشيعية والشافعية إضافة لمذهب العثمانيين وهو الحنفية .
-
اغلب سكان العارض بالذات في سدير من المستقرين هم عراقيو الأصل ممن لايهتم اسلافهم بالنسب الى قبيلة ويكتفون بمعرفة اقرباءهم القريبين بحدود جيلين الى خمسة أجيال على اعلى تقدير،كما ان فترة استيطانهم قريبة وليس بعيدة واغلبهم أيام تشكيل سلطنة نجد على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله بعيد اتفاقية دارين 1915م وبعضهم يعود الى أيام حكم آل رشيد، ولايهتمون مابعد ذلك وكان نشاطهم الأساس العمل بالزراعة وتجارة التجزئة او الرعي والزراعة وامور الكتابة والقضاء لصالح الامراء والقبائل الكبيرة ولاعلاقة لهم بالحكم او الحروب من بعيد او قريب اذا يخنفون بمجرد وقوع الحروب مالم يتم تجنيد ابناءهم اجباريا .لكن الأجيال المتاخرة من هولاء بدأو يفترضون انهم ذوو انساب قبلية لقبائل قديمة او كبيرة وكان نصيب تميم الأكبر في المزاعم بحجة انها القبيلة الاقدم في نجد مدونات القدماء ، ومن هنا نستطيع تفسير ان اغلب الامارات والدول التي تم صنعها في الخزانة النجدية كانت تميمية ولاسر موجودة اليوم ولكنها مذكورة قبل اربع قرون في قرى نجد! فالسبب هو اثبات اقدميتهم بالمنطقة .
-
كسبب آخر يضاف للنقطة السابقة هي ملاحظة ان كل من نسخ او وجد المخطوطات ويرد اسمه كمحقق او ناشر او ناسخ لابد ان لاسرته ذكر في هذه التواريخ يحدد تاريخ استيطان جدهم في نجد وكذلك نسبه بالتفصيل ذلك عبر اخبار تعود لمايزيد عن الثلاثة قرون!
-
واخر العوامل التي قدتؤدي لاستفحال هذه التواريخ وتزايدها هو محاولة معالجة منازعات اسرية وقبلية حول منطقة او بلدة ،لاسيما اننا نعرف ان الحكومة السعودية وفي مرحلة التنمبة لهذه الدولة المباركة كانوا يرتبون المنح السكنية والزراعية للسكان من القبائل والاسر لغرض مشاركة المواطن في تنمية بلاده،إضافة لتكريم احفادمن ساهموا في مسيرة التنمية والكفاح مع حكامنا آل سعود حفظهم الله ، الا ان المنازعات والخلافات حول الاحقية والأولوية في المنح كانت من الدوافع لتزوير الكثير من الوثائق والمخطوطات لحل هذه النزاعات لصالح طرف دون آخر ،ولذلك نستطيع من هذه النقطة تفسير احتواء كثير من التواريخ النجدية المزعومة على عبارات ومعلومات غير هامة لقاريء غرضه البحث العلمي البحت ولكنها هامة بمفهوم من صنعها،فماهي فائدة ذكر ان فلان ابن فلان واخوه فلان انتقل احدهم الى عنيزة والأخر الى اشيقر مع توضيح ان الأول جد آل فلان المعروفين اليوم !
*مظاهر الاختلاق في هذه التواريخ
قد يقول قائل ماهي ادلتنا على ان هذه التواريخ مختلقة ؟ وهل نحن قد بالغنا في مذهبنا الى ان معظم ان لم يكن كل هذه التواريخ مصنوع من قبل مؤلفين معاصرين !
-
لذلك فان اول ادلة الكذب هي هذا الزعم عن الانغلاق النجدي ومحاولة ترسيخ هذا المعتقد! رغم ان هذا لم يحدث في فترة من فترات التاريخ .فالمنطقة النجدية متصلة بالحجاز واليمن والاحساء والعراق ولدينا مئات من الاحداث التاريخية عن المنطقة وعن قبائلها وامراءها موثقة بالكتب والوثائق ،نعم ليس لدينا (في كل الأقاليم وليس نجد فقط) معلومات على نحو : كيف كان وضع مزراع قرية او بلدة او من تضارب مع من ؟ او من ترك قرية وذهب لاخرى قبل قرون! وهو ماتوثقه زعما هذه الخزانة لابل تجعل بعض هذه الحوادث الخبر والحدث الوحيد في سنة من السنين!
-
لدى الخزانة النجدية المزعومة مايزيد عن 30 كتاب او مخطوط وكل مخطوط يعنون (تاريخ ابن فلان) ومع ذلك الأسلوب بينهم متطابق وواحد وينقل اغلبهم كل الاحداث التافهة نفسها مع إضافات تبدو بسيطة الا انها ليست كذلك بل الإضافات هي ادعاءآت طارئة لاحقة تم تضمينها لاعطاء مااستجد من المزاعم ادلة تاريخية ! ولاضفاء مصداقية يتم حشر احداث حقيقية من مصادر معتبرة لكن الملاحظ ان اغلبها من كتاب عبدالملك العصامي مما يدل ان ثمة جهة رئيسية تصنع هذه المخطوطات مع ايماننا بوجود اطراف اخرى صانعة وتتناقض أحيانا فيما بينها.