منذ مدة ليست طويلة سيطر الهوس على مجموعة كبيرة من الهواة مسألة (الحمض) النووي ،والذي يعد اهم الاكتشافات الحيوية في علم الاحياء ،فمنذ ظهور يوهان مندل بقوانين الوراثة منتصف القرن الثامن عشر وحتى استنساخ النعجة دولي سنة 1996م ،وهذا العلم قد فتح ابوابا لم تطرق من قبل ،تداخل فيها ذهول الاكتشاف مع التساؤلات الأخلاقية حول تأثير هذا الاستنساخ على مفهوم العائلية البشرية ومعنى وجود أب وام للإنسان ،وقد تطرف بعضهم حتى زعم عدم الحاجة للذكر في التكاثر بعد نجاح تجربة دوللي ،والبعض الاخر زعم ان معجزة المسيح قد حلت!
لقد تسارعت الدول لحصر فوائد اكتشاف يفيد بتفرد الانسان ببصمة مورثة من سلف سابق هو الاب ،الذي يرثها بدوره من سلف قبله وهكذا ،بيد انه وفي وسط هذه الجدالات العلمية والأخلاقية ظهرت فائدة العثور على البصمة الوراثية للإنسان لتأكيد مفهوم (الاب البيولوجي) ،ونتيجة لقطعية هذا الامر علميا فقد تم اعتماده في القضاء لحسم الخلافات حول النسب الابوي ،وتحديد هوية المجرمين والمتوفين الذين يصعب التعرف عليهم .
نتيجة سيطرة المحافظين في كل دول الغرب على مراكز الحكم فقد قلصت الحكومات الغربية الدعم لبحوث dna الأخرى ،والتي لاتتعلق بالفوائد المرجوة من هذا الاكتشاف،لذلك وبعد جدالات قانونية ودينية رأت كثير من المختبرات الغربية المهتمة بضرورة فتح قنوات تمويل عبر بيع الخارطة الجينية للأفراد الهواة والبالغين ، بيد انها لاتزال تخضع لقوانين صارمة في أوروبا وتتمتع بقليل من هامش الحرية في الولايات المتحدة الامريكية.
تعد شركة familytree الأشهر على الساحة ،وهي تستقبل العينات من كل انحاء العالم من قبل الافراد وتقوم بارسال الخارطة الجينية للشخص عبر البريد الالكتروني او منحه صفحة على موقع الشركة مع السماح له بالدخول لقاعدة البيانات عبر اسم مستخدم وكلمة مرور,
كيف يتعامل الهواة العرب مع هذا العلم !
رغم ان الشركة وعبر موقعها تصرح بوضوح ان التحليل يظهر فقط الخارطة الجينية للفرد ،والطفرات الجينية التي تعرض لها اسلافه ان وجدت (وتتبع هذه الطفرات يتعلق بالمبلغ الذي يدفعه العميل)،ولايمكن وفق الشركة- الاستدلال نهائيا من خلال النتيجة على قبيلة الشخص او عائلته او عدنان او قحطان والخ .
التحليل وفي حالة المقارنة فقط يقطع بقرابة شخصين او اكثر ،أي التقاء في سلف مشترك ،بيد ان الداخل الى منتديات أصحاب العلم الزائف والمتطفلين على هذه العلوم يرى بعينيه مدى الدجل في قطعهم بأن هذه الطفرة لعدنان ،وتلك لقحطان والخ ،وكل هذا هراء لاصحة له كما سوف نوضح بعد قليل .
ان الشركة وفي تعليماتها للزبائن حول كيفية الاستفادة من النتائج هي حثهم على المقارنة بين من عينات لاشخاص متوقع او (مُفترض)قرابتهم من بعضهم،وذلك لتأكيد هذه القرابة او نفيها بكل بساطة ، بينما اصحابنا المتطفلين تلاعبوا وشرقوا وغربوا في المتوقعات و(المفترضات) ليخرجوا بنتائج واهية ضعيفة لعل ابرزها مطالبة الكثير منهم ان تقوم القبائل والاسر المعاصرة بأخذ قرارات بناء على النتائج المنشورة ،والتي لاتتعدى حتى الان 3000 عينة عربية من اصل 200 مليون نسمة، و ويردون من الاسر المعاصرة أن تهدم نفسها وتفرق بين ابناءها بناء على علمهم الزائف المتمسح بتقنية dna الناقصة والغير موثقة أصلا!
التلاعب بالموروث والنسب الشائع!
احد أهم عيوب الشركة هي انها لاتتحقق من هوية صاحب العينة ،ولاتطلب على الأقل رفع صورة من جواز السفر او الهوية الوطنية لتأكيد اللقب الموروث وليس الزائف،ذلك ان العرف السائد في كل انحاء العالم هو تدوين اسم العائلة الحقيقية للشخص في هويته ،واللقب اما لعائلة صغيرة او كبيرة (قبيلة)، من امثلة ذلك انهم يعمدون الى وضع اسم موروث لاوجود له بالواقع اطلاقاً،بل وينفون المتعارف عليه ،فمثلا عندما يكتب احدهم على العينة (بني حنيفة) فانهم أي دجالو هذا العلم- يستدلون من خلال هذه العينة على تحورات بني حنيفة وطفراتها الجينية ! رغم ان حنيفة لاوجود لها اطلاقاً ولايتوارث احد اليوم هذا الاسم ويعرف به ،وقس على هذا وضعهم لاسماء لقبائل عربية في غير مكانها ويعتبرونها مع ذلك مرجعية النسب لتلك القبيلة !! (من ذلك عينات سعودية باسم طي القبيلة التي تتواجد الآن في العراق المعاصر) ، فمن بنظرهم العينة التي تمثل طيء؟ هل هلي عينات من يفترض انهم طيء(عبر التوقعات وادعاء النسب والكتب القديمة) ام من يحملون اسم طيء حاليا ويُعرفون به؟!
اما عدنان الذي زعم اغلب هواتهم انه عثر عليه عبر عينات من يزعمون انهم ذوو موروث عدناني، فهو في النهاية جد منقول عبر الكتب وليس الموروث،ولو فرضنا ان الإرث الإسلامي لم يصل منه شيء لما عرفنا عدنان ولاربيعة ولاحتى قضاعة بخلاف الأسماء المتداولة اليوم ،فلايوجد احد في كل انحاء العالم العربي ينتسب لهذه الأسماء ،او يعرف بها الا من باب الاستئناس بما نقل من الكتب والاحاديث النبوية الشريفة والتراث العربي بشكل عام،اما قحطان فهو قبيلة معاصرة حية موجودة ومعروفة ومحددة . وقد لجأ بعضهم ونتيجة المنطقية السطحية (المناظرة العدنانية القحطانية التي تعود للعصر الاموي) الى افتراض وجود قحطان آخر للقبيلة المعاصرة غير قحطان القديم المقابل لعدنان !! وكل هذا لا يسنده واقع ولاموروث ولاحمض نووي! وانما القبائل والاسر تلتزم فقط باسماءها المعاصرة كما هي من غير تكييف ولاتعطيل ولاتأويل!
القبائل والتحالفات !
ثمة قناعة لدى أصحاب هذا العلم الزائف ،قبل ظهور مفهوم dna ، لقد كان الكثير منهم يردد انه من المستحيل ان تجتمع قبيلة كبيرة على الانحدار من جد واحد ،ولذلك كان منهجهم الغوص في بطون قبيلة واكتشاف المتشابه من الأسماء واجراء (حركة تنقلات) بين البطون التي تحمل الاسم نفسه او قريب ، والمبرر عند هولاء لهذه النظرية السطحية هو كثرة تعداد أبناء القبيلة الواحدة يجعل من المستحيل التصديق بانحدارهم من جد واحد!
القبيلة هي عائلة كبيرة ،لم تجتمع الا لوجود اب مشترك يجمع افرادها ،هذا هو اصل تكوين القبيلة والعائلة ،فمهوم القبيلة ليس سياسياً وانما اجتماعي ،بل هو مفهوم العائلة الكبيرة بنو رجل واحد ، وانما قد يدخل في القبيلة من ليس منها لظروف وعوامل كثيرة لكنه ضئيل جداً ،اما العوامل فهي كثيرة ومنها :
1- الزنا والسفاح ،ولامطهر الا ارحام اجداد الأنبياء ،فكل احد منا لديه مئات الإباء ومئات الجدات عبر التاريخ ،لكن العرب قبل الإسلام قد اقروا قانوناً يقضي بنسب ابن الزنا للزوج حتى ان تم اكتشاف الزنا واثباته ،واقره الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش وللعاهر الحجر) ، لكن خبراء الزيف يتغاضون عن هذا العامل الهام خوفا واستحياء ! ومن منطلق هذا العامل حرم بعض الفقهاء اجراء الفحص دونما وجود قضية محدد يراد حسمها ،والا البقاء على النسب المعروف لان الستر(مالم يحدث ضررا) مطلب شرعي وانساني .
2- العامل الثاني هو التبني ،وهو شائع جدا بين الأمم كلها ،وقد حرمه الإسلام ،ولانستطيع ان نقدر الفترة الزمنية الطويلة التي لم يكن التبني فيها محرما عند العرب في الجاهلية ،وكذلك لانستطيع التيقن من التزام العرب في هذا التحريم التزاما تاماً.
وهذين العاملين هم المؤثران فقط على حقيقة بنوة أبناء قبيلة عربية معاصرة الى جد مشترك ، ويبقى تاثير ذلك كما قلنا ضئيلا جدا قياسا بتعداد القبائل الكبرى في جزيرة العرب ( عنزة وعتيبة وقحطان وشمر الخ)
وقد ظهرت حقيقة في نتائج الشركة ،تتمثل تكتل أبناء القبائل (التي يزعمونها خلايط) على نتائج موحدة فعمدوا أي أصحاب الزيف_الى الإشارة الى العينات الأخرى المكتوبة بأسماء القبائل لفرض نظريتهم الواهية في ان القبائل كانت داخل آلة خلط كبيرة شكلتهم وكونتهم وجعلت كل منهم يقول للآخر (ابن العم)!
الشركة المسماة FAMILYTREE هي من يتحمل اللوم الأكبر ،فهي لاتتحقق من الهويات كما اسلفنا، بل ان شركة لبيع بطاقات الألعاب اقل منها شانا واهمية تطالب المستخدمين والذين لديهم بطاقات دفع برفع هوياتهم الدولية (جواز السفر) قبل إتمام أي صفقة.
ولذلك اجد ان على الجهات المختصة في الدولة ان تتبنى تظيم مشروع السلالات وفق قوانين صارمة توقف التلاعب الذي نراه في النتائج وكتابة الأسماء كما يشاء صاحبها ،فضلا عن ادعاء موروث غير حقيقي وكاذب ومن ثم البناء عليه لتسمية (طفرة جينية) باسم قبيلة او عائلة ! ليكون بذلك مدخلاً للطعن على من لايحمل هذا التحور وقد رأينا الكثير من تبادل الشتائم والانتقاص بين أصحاب هذه العينات .
خبراء DNA والنسب
ثمة امر لفت الانتباه ،تمثل في ان من يتواصل مع الشركة ويتحمل النتائج الباهظة لهذه الفحوصات ليس الا (عصابات او لوبيات) مقتدرة ماليا،ولذلك نستبعد ان يكونوا من الشباب الصغار السن ، هم مقتدرون أيضا على التزييف بحكم انعدام القيود التي تفرضها الشركة على عملائها من حيث التحقق من هوياتهم .
وبدلا من اظهار هوياتهم يعمدون الى استعارة أسماء في المنتديات ويتكلمون عن كل العينات الا عيناتهم هم شخصياً ، وتبدأ مناقشاتهم عادة بأن هذا العلم قاطع وانه نسف كل الانساب المتعارف عليها عبر الكتب بزعمهم ! ثم نجدهم يلجأون الى الكتب والتاريخ لتركيب نظرياتهم وتحوراتهم مرة أخرى !
لقد نسي هولاء ان النسب ليس علما ،بل ظاهرة اجتماعية عادية جدا ،تتمثل ببساطة ان لكل انسان انتماء الى اب وام ينتمون بدورهم الى عائلة وان ابناءهم يلحقون بنسبهم الى تلك العائلة،وتتشعب القبائل عند العرب الى نوعين :
1- قبائل كبيرة تحفظ اسم عائلة موحد لايتغير حتى بازدياد عدد الافراد بالعائلة وهذه هي القبائل العربية الكبرى.
2- قبائل صغيرة تنتسب فقط الى جد قريب وتتناساه مع ازدياد عدد الافراد في العائلة وتشعبها لكي لايكون ثمة انتماء ممتد ليشمل الالاف.وعادة ينتسبون للمدن والقرى كونها اقل ضريبة من الانتساب لعصبة كبيرة.
والجدير بالذكر ان الاسر ذات (الشرف) مثل الامراء والملوك والبارزين وذوي الجاه تحتفظ باسمها فقط لكون القطع بنسبها الأعلى هو حاصل ومتارف عليه ،ولاتدخل ضمن الصنفين الذين ذكرناهم.
هكذا صنف العرب انسابهم منذ القدم وتعاطوها كظاهرة اجتماعية عادية جدا وبغرض التعارف والتمايز التنوعي ،ذلك الذي تصادق عليه الآية الكريمة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) .
فعندما يدون كاتبا ما هذه الأنواع في كتاب تدخل الانساب عندئذ في مسمى (العلم في الانساب).
والقبائل العربية المعاصرة الداخلة في هذين الصنفين المذكورين أعلاه تحمل اسماءها الموروثة بالشيوع بين افراد العائلة او القبيلة ،إضافة الى(من يعرفهم بالقابهم من القبائل والاسر الأخرى) ،وببساطة هذا هو الموروث الحقيقي ، اما ما يزعمه خبراء DNA من وجود موروث لاسماء قبائل واسر عربية قديمة جهل حالها اليوم فلا يدخل في هذا ابدا .
عند اجراء فحص لافراد عائلة وبكل شفافية ووضوح فان من المتوقع ان يلتقي اغلبهم على جد موحد (بموجب تسلسل الجد الموحد فقد يكون العاشر او المئة والخ) ،واذا اظهر الفحص وجود اقلية من الدخلاء فسوف يكون سببه العوامل التي ذكرناها سابقاً (الزنا والتبني)، واذا اردنا الرمز لهذا الجد برمز فسوف يكون الرمز دالا على اسم العائلة او القبيلة المعاصر المعروف عنها،وليس الاسم المزعوم وراثته ،وهو خيالات بعض افراد هذه العائلة او تلك القبيلة للبحث عن الأسماء الموغلة القدم والتي لم تعد متداولة اليوم ، او البحث عن روايات واساطير من كبار السن عن انساب لاتُعرف عنهم من باب الاستئناس والتسلية والشعور بالعظمة ،والميل الإنساني الطبيعي نحو الأسماء اللامعة تاريخيا او اعلامياً .
لقد تسارعت الدول لحصر فوائد اكتشاف يفيد بتفرد الانسان ببصمة مورثة من سلف سابق هو الاب ،الذي يرثها بدوره من سلف قبله وهكذا ،بيد انه وفي وسط هذه الجدالات العلمية والأخلاقية ظهرت فائدة العثور على البصمة الوراثية للإنسان لتأكيد مفهوم (الاب البيولوجي) ،ونتيجة لقطعية هذا الامر علميا فقد تم اعتماده في القضاء لحسم الخلافات حول النسب الابوي ،وتحديد هوية المجرمين والمتوفين الذين يصعب التعرف عليهم .
نتيجة سيطرة المحافظين في كل دول الغرب على مراكز الحكم فقد قلصت الحكومات الغربية الدعم لبحوث dna الأخرى ،والتي لاتتعلق بالفوائد المرجوة من هذا الاكتشاف،لذلك وبعد جدالات قانونية ودينية رأت كثير من المختبرات الغربية المهتمة بضرورة فتح قنوات تمويل عبر بيع الخارطة الجينية للأفراد الهواة والبالغين ، بيد انها لاتزال تخضع لقوانين صارمة في أوروبا وتتمتع بقليل من هامش الحرية في الولايات المتحدة الامريكية.
تعد شركة familytree الأشهر على الساحة ،وهي تستقبل العينات من كل انحاء العالم من قبل الافراد وتقوم بارسال الخارطة الجينية للشخص عبر البريد الالكتروني او منحه صفحة على موقع الشركة مع السماح له بالدخول لقاعدة البيانات عبر اسم مستخدم وكلمة مرور,
كيف يتعامل الهواة العرب مع هذا العلم !
رغم ان الشركة وعبر موقعها تصرح بوضوح ان التحليل يظهر فقط الخارطة الجينية للفرد ،والطفرات الجينية التي تعرض لها اسلافه ان وجدت (وتتبع هذه الطفرات يتعلق بالمبلغ الذي يدفعه العميل)،ولايمكن وفق الشركة- الاستدلال نهائيا من خلال النتيجة على قبيلة الشخص او عائلته او عدنان او قحطان والخ .
التحليل وفي حالة المقارنة فقط يقطع بقرابة شخصين او اكثر ،أي التقاء في سلف مشترك ،بيد ان الداخل الى منتديات أصحاب العلم الزائف والمتطفلين على هذه العلوم يرى بعينيه مدى الدجل في قطعهم بأن هذه الطفرة لعدنان ،وتلك لقحطان والخ ،وكل هذا هراء لاصحة له كما سوف نوضح بعد قليل .
ان الشركة وفي تعليماتها للزبائن حول كيفية الاستفادة من النتائج هي حثهم على المقارنة بين من عينات لاشخاص متوقع او (مُفترض)قرابتهم من بعضهم،وذلك لتأكيد هذه القرابة او نفيها بكل بساطة ، بينما اصحابنا المتطفلين تلاعبوا وشرقوا وغربوا في المتوقعات و(المفترضات) ليخرجوا بنتائج واهية ضعيفة لعل ابرزها مطالبة الكثير منهم ان تقوم القبائل والاسر المعاصرة بأخذ قرارات بناء على النتائج المنشورة ،والتي لاتتعدى حتى الان 3000 عينة عربية من اصل 200 مليون نسمة، و ويردون من الاسر المعاصرة أن تهدم نفسها وتفرق بين ابناءها بناء على علمهم الزائف المتمسح بتقنية dna الناقصة والغير موثقة أصلا!
التلاعب بالموروث والنسب الشائع!
احد أهم عيوب الشركة هي انها لاتتحقق من هوية صاحب العينة ،ولاتطلب على الأقل رفع صورة من جواز السفر او الهوية الوطنية لتأكيد اللقب الموروث وليس الزائف،ذلك ان العرف السائد في كل انحاء العالم هو تدوين اسم العائلة الحقيقية للشخص في هويته ،واللقب اما لعائلة صغيرة او كبيرة (قبيلة)، من امثلة ذلك انهم يعمدون الى وضع اسم موروث لاوجود له بالواقع اطلاقاً،بل وينفون المتعارف عليه ،فمثلا عندما يكتب احدهم على العينة (بني حنيفة) فانهم أي دجالو هذا العلم- يستدلون من خلال هذه العينة على تحورات بني حنيفة وطفراتها الجينية ! رغم ان حنيفة لاوجود لها اطلاقاً ولايتوارث احد اليوم هذا الاسم ويعرف به ،وقس على هذا وضعهم لاسماء لقبائل عربية في غير مكانها ويعتبرونها مع ذلك مرجعية النسب لتلك القبيلة !! (من ذلك عينات سعودية باسم طي القبيلة التي تتواجد الآن في العراق المعاصر) ، فمن بنظرهم العينة التي تمثل طيء؟ هل هلي عينات من يفترض انهم طيء(عبر التوقعات وادعاء النسب والكتب القديمة) ام من يحملون اسم طيء حاليا ويُعرفون به؟!
اما عدنان الذي زعم اغلب هواتهم انه عثر عليه عبر عينات من يزعمون انهم ذوو موروث عدناني، فهو في النهاية جد منقول عبر الكتب وليس الموروث،ولو فرضنا ان الإرث الإسلامي لم يصل منه شيء لما عرفنا عدنان ولاربيعة ولاحتى قضاعة بخلاف الأسماء المتداولة اليوم ،فلايوجد احد في كل انحاء العالم العربي ينتسب لهذه الأسماء ،او يعرف بها الا من باب الاستئناس بما نقل من الكتب والاحاديث النبوية الشريفة والتراث العربي بشكل عام،اما قحطان فهو قبيلة معاصرة حية موجودة ومعروفة ومحددة . وقد لجأ بعضهم ونتيجة المنطقية السطحية (المناظرة العدنانية القحطانية التي تعود للعصر الاموي) الى افتراض وجود قحطان آخر للقبيلة المعاصرة غير قحطان القديم المقابل لعدنان !! وكل هذا لا يسنده واقع ولاموروث ولاحمض نووي! وانما القبائل والاسر تلتزم فقط باسماءها المعاصرة كما هي من غير تكييف ولاتعطيل ولاتأويل!
القبائل والتحالفات !
ثمة قناعة لدى أصحاب هذا العلم الزائف ،قبل ظهور مفهوم dna ، لقد كان الكثير منهم يردد انه من المستحيل ان تجتمع قبيلة كبيرة على الانحدار من جد واحد ،ولذلك كان منهجهم الغوص في بطون قبيلة واكتشاف المتشابه من الأسماء واجراء (حركة تنقلات) بين البطون التي تحمل الاسم نفسه او قريب ، والمبرر عند هولاء لهذه النظرية السطحية هو كثرة تعداد أبناء القبيلة الواحدة يجعل من المستحيل التصديق بانحدارهم من جد واحد!
القبيلة هي عائلة كبيرة ،لم تجتمع الا لوجود اب مشترك يجمع افرادها ،هذا هو اصل تكوين القبيلة والعائلة ،فمهوم القبيلة ليس سياسياً وانما اجتماعي ،بل هو مفهوم العائلة الكبيرة بنو رجل واحد ، وانما قد يدخل في القبيلة من ليس منها لظروف وعوامل كثيرة لكنه ضئيل جداً ،اما العوامل فهي كثيرة ومنها :
1- الزنا والسفاح ،ولامطهر الا ارحام اجداد الأنبياء ،فكل احد منا لديه مئات الإباء ومئات الجدات عبر التاريخ ،لكن العرب قبل الإسلام قد اقروا قانوناً يقضي بنسب ابن الزنا للزوج حتى ان تم اكتشاف الزنا واثباته ،واقره الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش وللعاهر الحجر) ، لكن خبراء الزيف يتغاضون عن هذا العامل الهام خوفا واستحياء ! ومن منطلق هذا العامل حرم بعض الفقهاء اجراء الفحص دونما وجود قضية محدد يراد حسمها ،والا البقاء على النسب المعروف لان الستر(مالم يحدث ضررا) مطلب شرعي وانساني .
2- العامل الثاني هو التبني ،وهو شائع جدا بين الأمم كلها ،وقد حرمه الإسلام ،ولانستطيع ان نقدر الفترة الزمنية الطويلة التي لم يكن التبني فيها محرما عند العرب في الجاهلية ،وكذلك لانستطيع التيقن من التزام العرب في هذا التحريم التزاما تاماً.
وهذين العاملين هم المؤثران فقط على حقيقة بنوة أبناء قبيلة عربية معاصرة الى جد مشترك ، ويبقى تاثير ذلك كما قلنا ضئيلا جدا قياسا بتعداد القبائل الكبرى في جزيرة العرب ( عنزة وعتيبة وقحطان وشمر الخ)
وقد ظهرت حقيقة في نتائج الشركة ،تتمثل تكتل أبناء القبائل (التي يزعمونها خلايط) على نتائج موحدة فعمدوا أي أصحاب الزيف_الى الإشارة الى العينات الأخرى المكتوبة بأسماء القبائل لفرض نظريتهم الواهية في ان القبائل كانت داخل آلة خلط كبيرة شكلتهم وكونتهم وجعلت كل منهم يقول للآخر (ابن العم)!
الشركة المسماة FAMILYTREE هي من يتحمل اللوم الأكبر ،فهي لاتتحقق من الهويات كما اسلفنا، بل ان شركة لبيع بطاقات الألعاب اقل منها شانا واهمية تطالب المستخدمين والذين لديهم بطاقات دفع برفع هوياتهم الدولية (جواز السفر) قبل إتمام أي صفقة.
ولذلك اجد ان على الجهات المختصة في الدولة ان تتبنى تظيم مشروع السلالات وفق قوانين صارمة توقف التلاعب الذي نراه في النتائج وكتابة الأسماء كما يشاء صاحبها ،فضلا عن ادعاء موروث غير حقيقي وكاذب ومن ثم البناء عليه لتسمية (طفرة جينية) باسم قبيلة او عائلة ! ليكون بذلك مدخلاً للطعن على من لايحمل هذا التحور وقد رأينا الكثير من تبادل الشتائم والانتقاص بين أصحاب هذه العينات .
خبراء DNA والنسب
ثمة امر لفت الانتباه ،تمثل في ان من يتواصل مع الشركة ويتحمل النتائج الباهظة لهذه الفحوصات ليس الا (عصابات او لوبيات) مقتدرة ماليا،ولذلك نستبعد ان يكونوا من الشباب الصغار السن ، هم مقتدرون أيضا على التزييف بحكم انعدام القيود التي تفرضها الشركة على عملائها من حيث التحقق من هوياتهم .
وبدلا من اظهار هوياتهم يعمدون الى استعارة أسماء في المنتديات ويتكلمون عن كل العينات الا عيناتهم هم شخصياً ، وتبدأ مناقشاتهم عادة بأن هذا العلم قاطع وانه نسف كل الانساب المتعارف عليها عبر الكتب بزعمهم ! ثم نجدهم يلجأون الى الكتب والتاريخ لتركيب نظرياتهم وتحوراتهم مرة أخرى !
لقد نسي هولاء ان النسب ليس علما ،بل ظاهرة اجتماعية عادية جدا ،تتمثل ببساطة ان لكل انسان انتماء الى اب وام ينتمون بدورهم الى عائلة وان ابناءهم يلحقون بنسبهم الى تلك العائلة،وتتشعب القبائل عند العرب الى نوعين :
1- قبائل كبيرة تحفظ اسم عائلة موحد لايتغير حتى بازدياد عدد الافراد بالعائلة وهذه هي القبائل العربية الكبرى.
2- قبائل صغيرة تنتسب فقط الى جد قريب وتتناساه مع ازدياد عدد الافراد في العائلة وتشعبها لكي لايكون ثمة انتماء ممتد ليشمل الالاف.وعادة ينتسبون للمدن والقرى كونها اقل ضريبة من الانتساب لعصبة كبيرة.
والجدير بالذكر ان الاسر ذات (الشرف) مثل الامراء والملوك والبارزين وذوي الجاه تحتفظ باسمها فقط لكون القطع بنسبها الأعلى هو حاصل ومتارف عليه ،ولاتدخل ضمن الصنفين الذين ذكرناهم.
هكذا صنف العرب انسابهم منذ القدم وتعاطوها كظاهرة اجتماعية عادية جدا وبغرض التعارف والتمايز التنوعي ،ذلك الذي تصادق عليه الآية الكريمة

فعندما يدون كاتبا ما هذه الأنواع في كتاب تدخل الانساب عندئذ في مسمى (العلم في الانساب).
والقبائل العربية المعاصرة الداخلة في هذين الصنفين المذكورين أعلاه تحمل اسماءها الموروثة بالشيوع بين افراد العائلة او القبيلة ،إضافة الى(من يعرفهم بالقابهم من القبائل والاسر الأخرى) ،وببساطة هذا هو الموروث الحقيقي ، اما ما يزعمه خبراء DNA من وجود موروث لاسماء قبائل واسر عربية قديمة جهل حالها اليوم فلا يدخل في هذا ابدا .
عند اجراء فحص لافراد عائلة وبكل شفافية ووضوح فان من المتوقع ان يلتقي اغلبهم على جد موحد (بموجب تسلسل الجد الموحد فقد يكون العاشر او المئة والخ) ،واذا اظهر الفحص وجود اقلية من الدخلاء فسوف يكون سببه العوامل التي ذكرناها سابقاً (الزنا والتبني)، واذا اردنا الرمز لهذا الجد برمز فسوف يكون الرمز دالا على اسم العائلة او القبيلة المعاصر المعروف عنها،وليس الاسم المزعوم وراثته ،وهو خيالات بعض افراد هذه العائلة او تلك القبيلة للبحث عن الأسماء الموغلة القدم والتي لم تعد متداولة اليوم ، او البحث عن روايات واساطير من كبار السن عن انساب لاتُعرف عنهم من باب الاستئناس والتسلية والشعور بالعظمة ،والميل الإنساني الطبيعي نحو الأسماء اللامعة تاريخيا او اعلامياً .