مقالات

النسابة الجدد والغرضية في النسب الوائلي

من المعروف ان علم الأنساب علم ظني جوهره الأستفاضة والشيوع التاريخي المشروط بالتواتر الزمني في حقب تاريخية مختلفة من حيث وجود القبيلة واستمرارها لامن حيث حلقات نسب متواصلة اسميه والقبيلة كمعنى ومفهوم مرتبطة بخصائص محددة اهمها :

(1) الحالة الشعرية :
وتشمل الحالة الشعرية الاشعار التي قالها شعراء القبيلة والقصص المتوارثة والخطب والجمل ذات المعنى والدلالة التي قيلت في احداث مفصلية في تاريخ القبيلة فالحالة الشعرية تعتبر ارشيف متكامل للقبيلة وهي تثبت تواصل النسب وتثبت تواتر وجود قبيلة من عدمه ومن خلالها يستدل على الخلفية الثقافية التي تشكل سلوك القبيلة اي بمعنى لاوجود قبلي بلا ارشيف شعري.

(2) الترحال:
من اهم الخصائص التي تقترن بالتكوين القبلي ووجوده فالترحال هو الذي شكل منظومة القيم القبلية ومفاهيمها بشكل مجمل فالشجاعة والتعاون والغزو والمشيخة كلها سواء كانت قيم او مفاهيم هي نتاج الحاجة الذي يتطلبها هذا الترحال المتواصل .
لذالك لم نسمع بوجود قبيلة بشكل مفاجئ او انبعاث قبائل مندثرة فجأة مثل مايدعيه النسابة الجدد في وجود قبيلة مستقلة اسمها حنيفة في الوقت الحاضر والذي يعرف الجميع انها بادت ليس من عقود بل من قرون فلا حالة شعرية ولا ترحال ودخلت حالها كحال قبائل ربيعة الاخرى بكر وتغلب في قبيلة عنزه والتي اصبحت الوريث الشرعي لقبائل ربيعة وقد حملت هذا اللواء ودفعت ثمنه دما ومن اراد التوسع في اثبات هذا الامر فليرجع الي ابحاث الاستاذ نايف الفقير الذي فصل هذا الامر بشكل رصين ممااحرج دارة الملك عبد العزيز وجعلها كالعادة تلجأ لفزاعة الأمير سلمان.
وفي اعتقادي ان الجدال يجب ان ينتقل مع النسابة الجدد والذين هم في جوهرهم جزء من حالة قروية متعصبة تسيطر على كثير من راس المال ومؤسسات الدولة الحكومية من الجدل في الانساب الي معرفة الاغراض والدوافع التي تجعلهم يسلطون سهامهم على قبيلة عنزة بحجة البحث العلمي ليعبثوا بنسبها ويتلاعبوا بتاريخها انا وبعد اجتهاد سوف اخلص لكم ماتوصلت إليه :

1- يرى هؤلاء النسابة ان التكامل بين تاريخ عنزه الحديث والمآثر والمفاخر الوائلية الربيعية التاريخية شئ لايطاق بالنسبة لهم فالتاريخ الوائلي المعاصر لازال العامة من كافة القبائل يرددونه في شبه الجزيرة العربية والعراق والشام وامتلاءت بطون الكتب والمؤلفات المنصفه سواء من الاخوه الباحثين العرب او من المستشرقين اي ان هؤلاء وبدافع التعصب يريدون الفصل بين التاريخ الوائلي الحديث والقديم لان هؤلاء النسابة يروون ان هذا التكامل يجعل مقارنة اي هوية اجتماعية اخرى وليست قبلية فقط مع قبيلة عنزه ضرب من العبث .

2-يتعلق هذا الاهتمام المفاجئ بنسب قبيلة عنزه بحركة الصراع الاجتماعي وتفاعلاتها ومدى انعكاسها على تحسين المواقع والحصول على النفوذ وهم يروون ان قبيلة عنزه قد تكون هي المنافس القادم لها وهي خير من يدرك ان لدى عنزه ميزات عن غيرها في هذا المجال سواء امتلاك التاريخ او العدد و التأهيل العلمي المتنامي والتاريخ يقول ان ابناء وائل مازاحموا احد في ارض إلا ظهروا عليه حديثا وقديما .

3- العمل على ابعاد نسب العوائل الحاكمة عن قبيلة عنزه لأنهم يعتقدون ان هذا الأمر يغذي استمرار الفخر والآنفة العنزية وفي نفس الوقت يظهرون للحكام ان هذا الامر يخدمهم في الابتعاد عن حالة الاستقطاب القبلي والتي بدأت بشكل مقصود قبل سنوات اي جعلوا حكام الخليج عنوز حسب الطلب وهذا مانجلهم عنه.

4- خلق اشكاليات لقبيلة عنزه مع القبائل الاخرى سواء في مايتعلق بالنسب مثل قضية الدواسر وتغلب او اعادة التحقق في وقعات حدثت لعنزه مع قبائل اخرى مثل حرب وشمر لإبقاء عنزه دائما تحت الضغط وفي موقف دفاعي وللأسف هذا يلاقى هوى لدى المتعصبين من القبائل الاخرى وساهم في جزء منه بعض المهتمين بالتراث من ابناء القبيلة وابرزهم عبداللة ابن عبار والذي حرصت ان لا اتعرض اليه إلا ان مواقفه اصبحت مقززه .

مقالات ذات صلة

فن القصة عند العرب بين مدرستين

فريق التحرير

نسب آل سعود : لماذا يتعرض للنقاش ؟

فريق التحرير

القعقاع بين يدي المثنى: بلاء الدراما ونكبة التاريخ!

فريق التحرير

1 تعليق

عبدالله سعد العنزي 19 مايو، 2019 at 2:51 ص

نشكر لكم جهودكم الجباره وكل ماتعملونه من اجل قبيلة عنزه
وعندي سؤال من اين اتى مسمى العنزي اذا لم يكن عنزه ابن اسد او عنز بن وائل ومارأيك فيمن يرجح عنز بن وائل لاجتماع الاسم والعزوه لو افترضنا انهم بقية عنز بن وائل التي لم ترتحل لسراة عنز و خصوصا بعد التقارب الجيني مع قبائل عسير ورفيده

الرد

حذف التعليق