تعد القصة لون من ألوان النشاط الانساني المعروفة من أقدم العصور ،وقد لعبت دورا مهما في حياة الشعوب ، وفي مختلف الحضارات، وهي أكثر صور الابداع الشعبي نفاذا الى الوجدان وتأثيرا في جمهور المتلقين ، مهما اختلفت ثقافتهم وبيئاتهم لانها تمثل الصورة الأدبية والفنية للتراث الشعبي الذي يتلقاه الناس جيلا بعد جيل .
وقد عرف العرب فن القصة منذ القدم ، وكانت بالنسبة لهم الوعاء الحاوي للحكمة والمثل والشعر ، فقلما تجد أي فن من هذه الفنون متجردا من القصة ، وهي امر قديم عرفه المسلمون منذ أن كان الاسلام وليداً في مكة المكرمة ، فالله عز وجل أمر نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقص على قومه القصص ليكون لهم فيها عبرةً وموعظة ، يدل على ذلك قول الحق تبارك وتعالى : ( فأقصص القصص لعلهم يتفكرون ) ، واذا استعرضنا الكتاب العزيز وجدنا فيه مايزيد على خمسين قصة تتردد بين ثناياه ،كما نجد مصدر (القص) ومايُشتق منه قد تكرر في الذكر الحكيك أكثر من ثلاثة عشر مرة ، ومن ذلك قوله تعالى : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) ، وقوله : (نحن نقص عليك نبأهم بالحق) ، وقوله تعالى : ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ).
ورغم أن العرب كانوا يجدون المتعة الفنية في سماع القصص الا أن فريقا كبيرا من النقاد (مستشرقين وعرب) يرون أن الأدب العربي القديم خالٍ من فن القصة ، وقد علّلوا ذلك بأن الانسان العربي من الأصل السامي ، ومن طبيعته أن يختصر القول اختصاراً فيرسل الحكمة والمثل ، حتى في شعره تجد أن كل بيت يشتمل على معنى تام ويكون قائما بحد ذاته ، وابياته غير متصلة ومتسلسلة المعنى ، وعدو أن من أسباب اهماله للقصص نظرة العربي الذاتية الضيقة واهتمامه الشخصي ، هذا هو الذي انتج العصبية لحمايته ضمن قبيلته لالحماية قبيلته نفسها ، وقد أثر في توجيه أفكاره اصطباغ الحياة البدوية بالنزاع والقتال .
المستشرق رينان يزعم أن القصة فن غربي ، وأن العرب لم يعرفوا القصص اذ ينقصهم خيال مبتكر ، والعقل الخلاق ، ويدعي كذلك ان البيئة الصحراوية المجدبة التي عاش العرب فيها قروناً طويلة والتي قلما تتبدل مشاهدها كانت هي السبب عند العرق السامي عامة- وراء نضوب الخيال الذي يشكل عنصراً كبيرا من عناصر تكوين القصة ، في حين يرى أن البيئة المتنوعة المشاهد والمتعددة الطعوم التي عاش فيها عرقه الآري ولّدت لديهم الخيال المجنح والعقلية الخصبة اللذان يساعدان على الفن القصصي ، ومن أشهر النقاد العرب الذين انساقوا وراء (رينان) في رأيه العقاد ، والمازني ، وأحمد أمين الذي يقول عن العربي في كتابه ( فجر الاسلام) : أن خياله محدود غير متنوع … وقلما يسبح خياله الشعري في عالم جديد يستقي منه معنى جديا) ، وهو يرى أن العربي ذكاءه يظهر في لغته ، وليس ذكاؤه من النوع الخالق المبتكر فهو يقلب المعنى الواحد على اشكال متعددة،فيبهرك تفننه في القول أكثر مما يبهرك ابتكاره للمعنى ، ويقول : (وان شئت فقل : ان لسانه أمهر من عقله) ، والععقاد يبرر مزاعم رينان ويرجع ذلك للاختلاف بين الأدبين ، فالآريون في وجهة نظره طبيعة بلادهم رهيبة، وحيواناتها مخيفة فاتسع لهم مجال التخيل وكبر في اذاهانهم جلال القوى الطبيعية ، واتسعت لذلك الأساطير عندهم، وضاقت عند الساميين ، لأن بلادهم ليس فيها مايخيف فقويت حواسهم وضعف خيالهم.
اما الفريق الآخر من النقاد : فمنهم البارون (كاردفو) الذي رأى أن الادب العرب لم يسبقه أي أدب آخر في فن القصة ، وكذلك المستشرق الانجليزي ( جب) الذي حاول أن يبين أثر الأدب العربي في الآداب الاخرى ،وخاصة في فن القصة كما في ( الف ليلة وليلة) وهي قصص يشهد لها الغربيون بالخيال الواسع والجو السحري الواضح حتى غدت منبعاً لكل من يوصف بسعة الخيال ، وقد اعترف بقوة تأثيرها كثير من القصاص الغربيين كفولتير الذي صرح بانه لم يزاول فن القصة الا بعد ان قرأها اربعة عشر مرة ،و(ستاندل) ايضاً فقد كان يدعو الله أن يمحو من ذاكرته ( الف ليلة وليلة) حتى يعيد قراءتها فيستعيد لذتها ،وأرى أن من الواجب هنا الاشارة الى أول قصة فنية عدها النقاد في الأدب الغربي صدرت سنة 1740م حينما الف (ريتشارد سن) قصته (باملا) ، وهذا يعني أن الأدب العربي قد سبق نظيره الغربي بما يزيد على ثمانية قرون هذا ان قسناه على ماهو مدون ومكتوب اما ماهو مروي ومحكي فهو بلاشك قديم قدم العرب انفسهم وحتى أن لم تكن القصة في أدبنا القديم مفرغة في القالب الفني الذي صوره النقاد المعاصرون للقصة الحديثة الا انه لايمكن لأي باحث أن يتجاهل مكانتها الكبيرة في أدب العرب وعلى اختلاف عصورهم وأزمانهم .
وقد عرف العرب فن القصة منذ القدم ، وكانت بالنسبة لهم الوعاء الحاوي للحكمة والمثل والشعر ، فقلما تجد أي فن من هذه الفنون متجردا من القصة ، وهي امر قديم عرفه المسلمون منذ أن كان الاسلام وليداً في مكة المكرمة ، فالله عز وجل أمر نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقص على قومه القصص ليكون لهم فيها عبرةً وموعظة ، يدل على ذلك قول الحق تبارك وتعالى : ( فأقصص القصص لعلهم يتفكرون ) ، واذا استعرضنا الكتاب العزيز وجدنا فيه مايزيد على خمسين قصة تتردد بين ثناياه ،كما نجد مصدر (القص) ومايُشتق منه قد تكرر في الذكر الحكيك أكثر من ثلاثة عشر مرة ، ومن ذلك قوله تعالى : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) ، وقوله : (نحن نقص عليك نبأهم بالحق) ، وقوله تعالى : ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ).
ورغم أن العرب كانوا يجدون المتعة الفنية في سماع القصص الا أن فريقا كبيرا من النقاد (مستشرقين وعرب) يرون أن الأدب العربي القديم خالٍ من فن القصة ، وقد علّلوا ذلك بأن الانسان العربي من الأصل السامي ، ومن طبيعته أن يختصر القول اختصاراً فيرسل الحكمة والمثل ، حتى في شعره تجد أن كل بيت يشتمل على معنى تام ويكون قائما بحد ذاته ، وابياته غير متصلة ومتسلسلة المعنى ، وعدو أن من أسباب اهماله للقصص نظرة العربي الذاتية الضيقة واهتمامه الشخصي ، هذا هو الذي انتج العصبية لحمايته ضمن قبيلته لالحماية قبيلته نفسها ، وقد أثر في توجيه أفكاره اصطباغ الحياة البدوية بالنزاع والقتال .
المستشرق رينان يزعم أن القصة فن غربي ، وأن العرب لم يعرفوا القصص اذ ينقصهم خيال مبتكر ، والعقل الخلاق ، ويدعي كذلك ان البيئة الصحراوية المجدبة التي عاش العرب فيها قروناً طويلة والتي قلما تتبدل مشاهدها كانت هي السبب عند العرق السامي عامة- وراء نضوب الخيال الذي يشكل عنصراً كبيرا من عناصر تكوين القصة ، في حين يرى أن البيئة المتنوعة المشاهد والمتعددة الطعوم التي عاش فيها عرقه الآري ولّدت لديهم الخيال المجنح والعقلية الخصبة اللذان يساعدان على الفن القصصي ، ومن أشهر النقاد العرب الذين انساقوا وراء (رينان) في رأيه العقاد ، والمازني ، وأحمد أمين الذي يقول عن العربي في كتابه ( فجر الاسلام) : أن خياله محدود غير متنوع … وقلما يسبح خياله الشعري في عالم جديد يستقي منه معنى جديا) ، وهو يرى أن العربي ذكاءه يظهر في لغته ، وليس ذكاؤه من النوع الخالق المبتكر فهو يقلب المعنى الواحد على اشكال متعددة،فيبهرك تفننه في القول أكثر مما يبهرك ابتكاره للمعنى ، ويقول : (وان شئت فقل : ان لسانه أمهر من عقله) ، والععقاد يبرر مزاعم رينان ويرجع ذلك للاختلاف بين الأدبين ، فالآريون في وجهة نظره طبيعة بلادهم رهيبة، وحيواناتها مخيفة فاتسع لهم مجال التخيل وكبر في اذاهانهم جلال القوى الطبيعية ، واتسعت لذلك الأساطير عندهم، وضاقت عند الساميين ، لأن بلادهم ليس فيها مايخيف فقويت حواسهم وضعف خيالهم.
اما الفريق الآخر من النقاد : فمنهم البارون (كاردفو) الذي رأى أن الادب العرب لم يسبقه أي أدب آخر في فن القصة ، وكذلك المستشرق الانجليزي ( جب) الذي حاول أن يبين أثر الأدب العربي في الآداب الاخرى ،وخاصة في فن القصة كما في ( الف ليلة وليلة) وهي قصص يشهد لها الغربيون بالخيال الواسع والجو السحري الواضح حتى غدت منبعاً لكل من يوصف بسعة الخيال ، وقد اعترف بقوة تأثيرها كثير من القصاص الغربيين كفولتير الذي صرح بانه لم يزاول فن القصة الا بعد ان قرأها اربعة عشر مرة ،و(ستاندل) ايضاً فقد كان يدعو الله أن يمحو من ذاكرته ( الف ليلة وليلة) حتى يعيد قراءتها فيستعيد لذتها ،وأرى أن من الواجب هنا الاشارة الى أول قصة فنية عدها النقاد في الأدب الغربي صدرت سنة 1740م حينما الف (ريتشارد سن) قصته (باملا) ، وهذا يعني أن الأدب العربي قد سبق نظيره الغربي بما يزيد على ثمانية قرون هذا ان قسناه على ماهو مدون ومكتوب اما ماهو مروي ومحكي فهو بلاشك قديم قدم العرب انفسهم وحتى أن لم تكن القصة في أدبنا القديم مفرغة في القالب الفني الذي صوره النقاد المعاصرون للقصة الحديثة الا انه لايمكن لأي باحث أن يتجاهل مكانتها الكبيرة في أدب العرب وعلى اختلاف عصورهم وأزمانهم .